إلهنا كأب
السؤال:
لماذا يدعو الكتاب المقدس الله أبونا؟
الإجابة:
يوجد شيء رائع في كيفية حديث الكتاب المقدس عن العلاقة بين البشرية والله. يعلن الكتاب المقدس بكل تأكيد أن الله قد خلق البشرية. فنحن مخلوقاته، ولكن الأكثر من ذلك، يوجد انطباع أن الله قد خلق البشرية متميزة عن كل باقي النظام المخلوق، عن الحيوانات وباقي الخليقة، وأن الله قد خلق البشرية بشكل خاص لتكون في علاقة معه كأولاده شخصيًا. هذا خفي نوعًا ما في العهد القديم. فنرى الله يخلق آدم وحواء على صورته، كشبهه، ولكن نرى بالفعل في تكوين الإصحاح 5 أنه بالضبط مثلما يخلق الله آدم وحواء على صورته كشبهه، كذلك آدم أيضًا له ابن على صورته كشبهه. وبالتالي، يوجد هذا التشبيه الواضح جدًا، أن الله خلق آدم وحواء ليكونوا أولاده. ومع ذلك، في التكوين 3، عندما تمرد آدم وحواء على الله يوجد هذا الواقع الأليم أنهم لم يتمردوا على الخالق وملك الكون فحسب، ولكنهم رفضوا أبوهم الذي خلقهم لهذه العلاقة ليكونوا أولاده، وبدلًا من ذلك، كما يتم صياغتها بوضوح في وقت لاحق من الكتاب المقدس، فقط قالوا ما معناه: "نحن لا نريد أن نكون على شبهك فيما بعد. نحن لا نريد أن نكون عائلتك. نحن نريد أن نكون ضمن عائلة الشيطان. نريد أن يكون هو أبونا." وهي خيانة مروعة ومدمرة في نتائجها بالنسبة للبشرية. ومع ذلك، فإن الله في محبته الفادية، عقد عزمه أن يخلص أولاده ويستردهم. نرى في العهد القديم لمحات لهذه الفكرة في قول الله بشكل خاص أن إسرائيل هو ابنه البكر وأن الله يصنع عهد مع داود وأن داود ونسله سيكونون ابنه وأنه سيكون لهم أبًا.
ولكن هذه الفكرة كلها المختصة بكون الله أبونا تأتي إلى إزهارها الكامل في مجيء يسوع المسيح في العهد الجديد، لأنه عندما آتى المسيح، فهو موجود في هذه المكانة الخاصة لكونه ابن الله وعضو في الثالوث، ومع ذلك، فإن يسوع هو إنسان كامل أيضًا، هو بشري بشكل كامل. وكإنسان، فإن يسوع قد عاش بشكل كامل الهوية البشرية المختصة بكون المرء ابنًا لله من خلال كونه أميناً لأبيه وخصوصًا من خلال كونه أميناً للإرسالية التي أعطاها له أبوه، العمل الذي أعطاه له أبوه ليعمله، وهو أن يموت على الصليب ليفدي شعب الله وينقذهم من الخطية. وبالتالي، فإن العهد الجديد يتوسع بشكل كبير في هذه الفكرة بوضوح شديد. فهو يوضح مثلًا: يوحنا 1 وما جاء في أفسس أن الله قد أخذنا لنكون أولاده، وأن الله يعطينا هذا الامتياز الغير عادي، أنه من خلال اتحادنا بالمسيح، عن طريق وقضع ثقتنا في يسوع المسيح، فإن كل ما ليسوع كابن لله، نقدر أن نتشارك فيه معه من خلال أن نصبح، وأكرر، أولاد الله. يصف بولس في رومية 8 قائلًا أننا أولاد الله بكل تأكيد، وأن الروح يؤكد لنا أننا بالحقيقة أولاد الله، إن وضعنا ثقتنا في المسيح فعلًا، وأن هذا يعطينا المميزات الغير عادية لأن يكون لنا ميراث في الله وأن يكون لنا هذا الدخول والامتياز لأن ندعو الله أبا الآب، وأن نصرخ له وأن نعلم أنه يسمعنا، وأن نعرف أنه يهتم بنا، وأنه يحبنا وأنه سوف يحمينا ويوفر لنا احتياجنا، وأننا كأبناء لله ليس لدينا اختبار محبته وحسب مع المزايا العظيمة، ولكن المسؤوليات التي عند الأولاد أيضًا تجاه والديهم ليكونوا أمناء معهم، ليكرموا آبائهم وليشتركوا في مهام العائلة.
Rev. Bill Burns teaches systematic theology at Redeemer Seminary in Dallas, TX.